زوجة الأب بين الاتهام والبراءة .. لسنا ملائكة ولا شياطين !!
صفحة 1 من اصل 1
زوجة الأب بين الاتهام والبراءة .. لسنا ملائكة ولا شياطين !!
تظهر زوجة الأب في حياة بعض الأبناء لأسباب مختلفة، إما بعد طلاق الوالدين، أو وفاة الأم، وفي حالات أكثر ندرة تظهر كزوجة ثانية.. وفي هذه الحالة الأخيرة بالذات، تكون زوجة الأب مكروهة بدرجة كبيرة جدا من جانب الأبناء. لكن للأسف، شعور الأبناء بالرفض، بل والكراهية نحو زوجة الأب لا يكون دائما قائما على عيب حقيقي في شخصيتها أو على بدء بالعداوة والكراهية من جانبها، بل على العكس هناك الكثيرات ممن وجدن أنفسهن في هذا الموقف الذي لا يحسدن عليه، وحاولن بكل الوسائل التقرب بصدق من أبناء الزوج، لكنهن غالبا ما يجدن قلوبهم مغلقة في وجوههن، وشعور الكراهية هو الإحساس الوحيد المعد سابقا لهن داخل هؤلاء الأبناء.وتكون المشكلة أكبر وأكثر تعقيدا عندما يتعلق الأمر ببنات للزوج، أكثر بمراحل في الواقع مما قد تواجهه زوجة الأب مع أبناء ذكور للزوج، وهذا ليس إلا نتيجة طبيعية للغيرة الأنثوية، وإحساس الفتاة خاصة في فترة المراهقة أن والدها ملك لها وحدها، حتى إنها أحيانا تغار عليه من أمها نفسها !
أسباب الشعور الجاهز بالكراهية
وخلف الشعور الجاهز بالكراهية في قلوب الفتيات بالذات نحو زوجة الأب، هناك العديد من الأسباب، بحسب الدكتور مناف "أستاذ علم الاجتماع" بعضها قد يختلف من حالة لأخرى، والبعض الآخر له علاقة للأسف بما تصدره لنا وسائل الإعلام، وخاصة قصص الأطفال والروايات والأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية من قالب ثابت لا يتغير يضع فيه المؤلفون دائما الزوجة الثانية.
فالطفلة منذ الصغر تنشأ على قراءة قصتي سندريللا والأميرة سنو وايت والأقزام السبعة... شبه مستحيل أن تجد طفلة لم تقرأ هاتين القصتين، وفيهما نموذجان بشعان لزوجة الأب.. فالأولى كانت تميز بشكل بشع بين بناتها وبين سندريللا ابنه زوجها، وكانت تعامل تلك الأخيرة كخادمة مجانية عليها القيام بكل أعمال المنزل، وارتداء ثياب رثة وتناول بقايا الأطعمة. ويتابع أستاذ علم الاجتماع حديثه "أما الثانية، فكانت الملكة المغرورة بجمالها، التي تغار من ابنة زوجها سنو وايت لأن المرآة السحرية تصر على أن الفتاة الصغيرة أكثر جمالا من زوجة أبيها، وهو الأمر الذي يدفع تلك الأخيرة إلى التصرف كساحرة شريرة تدبر كل الحيل الشيطانية طوال القصة للتخلص من ابنة زوجها وقتلها !" وأضاف "وقد اقتبست السينما المصرية هاتين الفكرتين، وقدمتهما بشتى الطرق والمعالجات في العديد والعديد من الأفلام، حيث تخصصت القديرات ميمي شكيب وشقيقتها زوزو شكيب وزوزو نبيل ونجمة إبراهيم وزوزو ماضي في أداء دور زوجة الأب الشريرة، بينما تخصصت نجماتنا الجميلات فاتن حمامة وصباح وشادية وغيرهن في أداء دور ابنة الزوج الجميلة المغلوبة على أمرها.
عوامل أخرى
ولكي نكون منصفين، ليست الدراما والأدب هما المسؤولان الوحيدان في تلك الفكرة السيئة المترسخة في أذهاننا عن شخصية زوجة الأب حيث يرى الدكتور سعد محمود هادي(نفسية وعصبية) هناك" كذلك عوامل من الواقع تساعد في ترسيخ تلك الفكرة في أذهان الأبناء، وخاصة في حالة طلاق الوالدين، أو زواج الأب للمرة الثانية، هنا يكون المسؤول الأول عن زرع الكراهية المسبقة في قلوب الأبناء تجاه زوجة الأب هو للأسف الأم، التي تدفعها الغيرة من تلك المرأة الأخرى، أو الغضب من الرجل الذي لم يعد ملكا لها بعد الآن، أو أصبحت تشاركها فيه إنسانة تراها هي معتدية ومغتصبة لحقوقها، إلى الإحساس بالمزيد من الخوف المرضي من فقدان حب أبنائها كذلك إذا اجتذبتهم تلك المرأة إليها، ونجحت في تكوين علاقة طيبة معهم. وتكون النتيجة هي ملء صدور الأبناء وآذانهم بالمعلومات المتحاملة والمغلوطة والمليئة بالكراهية والرفض عن زوجة الأب.. طبعا هو خوف مرض لا أساس له، فليس هناك من يفضل امرأة أخرى مهما كانت على أمه! "
ويقول الكاتب والصحفي صادق الازرقي لقد دأب المفكرون وعلماء النفس، منذ وقت مبكر من عمر المجتمع البشري الحديث، على محاولة الإحاطة بالدوافع الكامنة وراء تصرفات الناس، وأسباب غلبة نمط من التصرف من دون غيره، ولقد تحتم على العلماء أن يدرسوا المظاهر الحياتية والاجتماعية، انطلاقا من ان الإنسان كائن اجتماعي، وان نمط سلوكه لا يقتصر عليه بذاته، وإنما عن طريق علاقته مع الناس الآخرين.
وقد ذهب بعض علماء النفس، بعد أن لاحظوا سيادة التصرفات السلبية في المجتمعات الإنسانية في مراحل معينة، إلى ما يشبه دعوة الفرد إلى التمسك بفرديته والنأي بنفسه قدر الإمكان عن الارتباط بالجماعة، معربين عن مخاوفهم من ان يكون نمط التصرف السلبي هو السائد في علاقة الناس ببعضهم البعض، وفي هذا يقول المؤرخ وعالم الاجتماع الفرنسي، غوستاف لوبون "أن الفرد في الجمهور يكتسب بحكم العدد وحده شعورا بقوة لا تقهر يتيح له الاستسلام لغرائز ما كان إلا ليكبحها فيما لو لبث وحيدا. فهو سيستسلم لهذه الغرائز بسهولة اكبر ما دام حس المسؤولية الذي يردع الأفراد على الدوام يتلاشى بتمامه بحكم ان الجمهور غفل وبالتالي لا مسؤول ..
منقول صحيفة المستقبل العراقي
أبو أحمد- ------------------
- عدد المساهمات : 1054
نقاط : 3083
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
الموقع : العراق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 03:36 am من طرف yasminfarouz
» ملح الهملايا الوردي للمنطقه الحساسة
اليوم في 03:31 am من طرف yasminfarouz
» شركة عزل خزانات في دبي
اليوم في 01:13 am من طرف شيماء أسامة 272
» قود دكتور: مستلزمات طبية لطلاب الطب
أمس في 11:07 pm من طرف سليمة معلم اغا
» شركة تسليك مجارى فى دبى
أمس في 08:59 pm من طرف مسوق اونلاين
» شحن يلا لودو بكل سهولة عبر متجر اي كارد
أمس في 07:19 pm من طرف سليمة معلم اغا
» افضل مكان بيع اجهزة كمبيوتر في الاسماعيلية | دار الكمبيوتر
أمس في 02:25 pm من طرف bigogi
» شركة تصميم وتنفيذ ديكورات - مختصون فى تنفيذ الابداع
أمس في 01:04 am من طرف مسوق اونلاين
» أهمية شهادات السلامة والتقارير الفنية في حماية المنشآت
13/11/24, 12:30 am من طرف سليمة معلم اغا
» صباغ في الفجيرة
12/11/24, 05:21 pm من طرف سلمي امير
» أفضل منتجات العناية بالبشرة والشعر من متجر تو كوين
12/11/24, 01:32 pm من طرف سليمة معلم اغا
» شارك فرصتك بالفوز بجوائز قيمة
12/11/24, 05:01 am من طرف مسوق اونلاين
» تصاميم جبس بورد عصرية للمنازل
12/11/24, 02:05 am من طرف مسوق اونلاين
» افضل مستلزمات المخابز والكيك والحلويات بالمملكة
11/11/24, 09:05 pm من طرف سليمة معلم اغا
» تشكيلة شاي ماتشا وشاي الفواكه الفريدة من يوفن
11/11/24, 06:52 pm من طرف bigogi