هديل الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جنون العظمة وحب الأنا والنرجسية

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

جنون العظمة وحب الأنا والنرجسية Empty جنون العظمة وحب الأنا والنرجسية

مُساهمة من طرف أبو أحمد 04/03/11, 11:56 am



جنون العظمة وحب الأنا والنرجسية


جنون العظمة مصطلح تأريخي مشتق من الكلمة الإغريقية( ميغالومانيا) وتعني وسواس العظمة، لوصف حالة من وهم الإعتقاد حيث يبالغ الإنسان بوصف نفسه بما يخالف الواقع فيدعي إمتلاك قابليات إستثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة ليس لها وجود حقيقي.


أ- جنون العظمة عقلي المنشأ : هو عارض لمرض عقلي صرف كمرض الإضطراب الوجداني ثنائي القطب، الذي يكون المريض فيه مرتفع المزاج ،كثير الحركة والضحك والفكاهة يصرف ما في جيبه ويدعي بقابليات ليس لها وجود. كما يعتبر جنون العظمة عارضا وعلامة من علامات مرض فصام الشخصية ( الشيزوفرينيا)، أو قد يكون مرض مستقل بحد ذاته وليس عارض لمرض. المريض عادة يعتقد بشكل قاطع بإمتلاكه صفات غير واقعية وعظمة وهمية ولا يقتنع بمخالفة الآخرين له في هذا المضمار.

جنون العظمة المنبعث عن أسباب عقلية هو عارض بسبب خلل عقلي حقيقي وليس بسبب حالة نفسية أو ردة فعل إجتماعية تدفع المرء بشكل شعوري أو لا شعوري الى إيهام نفسه أو إيهام الآخرين بعظمة خيالية غير موجودة. من أجل التفريق بين الحالتين أحبذ إستخدام " وهم العظمة" في المجال النفسي والإجتماعي وأجعل كلمة جنون العظمة خصوصية للأمراض العقلية الصرفة فقط.

ب- وهم العظمة نفسي المنشأ : وهو حالة تنطلق من دواعي نفسية المنشأ تجعل المريض يعاني من هذا الداء الذي قد ينشأ في منطقة اللاشعور ويكون لأسباب أذكر منها :

1- عقدة الشعور بالنقص : بسبب الحرمان والفقر والجهل تحصل عقدة الشعور بالنقص التي تبقى تبحث عن تعويض في منطقة اللاشعور. قد يكون وهم العظمة أحد مظاهر عقدة الشعور بالنقص، حيث يدعي الفرد بما ليس لديه لإيهام نفسه أولا وإيهام الآخرين سعيا في الشعور باللذة والسعادة الوهمية التي تتأتى من إختلاق كفاءات أو مواهب أو مميزات غير موجودة أو مبالغ فيها. نفس هذه العقد تحصل عند من فقد الحنان أثناء الطفولة أو من عانى من إضطهادات وصدمات خلالها، فهؤلاء في إحتياج دائم للتعويض عن هذا النقص، الذي تظهر علاماته عندما تجدهم يسبحون في فضاء الخيال بوصف النفس بما ليس فيها من أجل الإستمتاع بلذة الوهم.

2- تقمص الشخصية : قد يتقمص الطفل أثناء طفولته أو من خلال مراحل بلوغه شخصية أبويه أو أحد أفراد عائلته ممن يشكون من حالة وهم العظمة أو قد يتقمص شخصية ذات مميزة يتأثر بها وبسلوكياتها كشخصية قائد عسكري بارز أو سياسي معروف أو شاعر متألق أو طبيب حاذق أو ممثل نجم أو مطرب مشهور أو رجل دين كبير أو ما الى ذلك من أمثال، حيث تعيش الشخصية المتأثر فيها داخل لا شعوره مما تجعله يسعى ويجهد الى أن يسلك نفس طريق من تأثر به سياسيا أو دينيا أو علميا أو فنيّا ويحاول تقليده في حياته العملية مما يظهر وبشكل أو بآخر أسلوب التقمص وعلاماته التي قد يشخصها الناس بصورة جنون عظمة.

3- الشخصية السايكوباثية : وهي شخصية مفترسة تستخدم كافة الأساليب والطرق في تسخير الآخرين والسيطرة عليهم، تفتقد الشفقة والرحمة وتستأنس بعذابات الآخرين. من أجل تحقيق ما يسعى اليه المريض فأنه قد يستخدم الطرق الملتوية والخداع اللفظي وإظهار النفس بما ليس فيها من أجل التمويه ومن ثم الإنقضاض على الفريسة.

ج- وهم العظمة إجتماعي المنشأ : قد ينبعث هذا العارض من منطقة اللاوعي بحيث يكون المريض إجتماعيا غير واع على وهم إدعاءاته. أو قد يكون المصاب بهذا الداء واعيا على زيغ إدعائه ويستخدم هذا الإسلوب لغرض محسوب يندرج في سياق الإفتراء أو التضخيم... أسباب وهم العظمة الإجتماعي كثيرة ومتشعبة أذكر منها ما يلي :


1- الوهم المكتسب : قد يلعب المجتمع دورا كبيرا في بناء ظاهرة وهم العظمة عند بعض الأشخاص. الإطناب والمديح المبالغ به لشخص ما، له سلطة دينية أو سياسية أو إجتماعية أو علمية أو أدبية قد تدفع به الى الوهم في الإعتقاد حيث يبدأ بملاحظة نفسه بشكل مضخم تجعله ينزلق بهوّة وهم العظمة دون أن يدرك ذلك.
- إزدواج في الشخصية : وهم الإعتقاد بالعظمة قد يكون عرض من أعراض إزدواج الشخصية بنوعيه النفسي وهو الـ " نادر" والإجتماعي وهو الـ " شائع ". حيث يعيش المريض عادة في عالمين متناقضين بالمبدأ والإسلوب، فيستدعي أحد أطراف الشخصية المزدوجة إظهار النفس بما ليس فيها وإبتداع مواهب وصفات غير موجودة، تتناسب مع لوازم تلك الشخصية ومتطلباتها.

3- حب الظهور : من نزعات الإنسان وطبائعه هو أن يحب إظهار نفسه أمام الغير وهذه صفة إنسانية طبيعية وغريزية لا يحق لأحد أن ينتقدها أو أن يتسامى عليها. قد يختلف الناس بهذه الرغبة من حيث الدرجة حيث تكون واضحة وملحة عند البعض دون البعض الآخر ، لكنها طالما بقيت في حدود المعقول من دون أن تدفع بالإنسان الى أن يدعي أكثر مما لديه فإنها حق إنساني لا غبار عليه.
- ردّة الفعل المعاكسة : يعاني بعض الناس خلال العمل وفي الحياة العملية من التهميش والإهمال وعدم الإكتراث فيهم في مجتمعاتهم رغم توفر الكفاءة والقدرة. غض النظر عن هؤلاء وعن كفاءاتهم قد تولد ردة فعل تنعكس علاماتها على إنزلاق هؤلاء في التضخيم بأنفسهم والإطراء بمواهبهم الى درجات مبالغ فيها من أجل لفت النظر وتنبيه الآخرين على قدراتهم.
وهم الإعتقاد بالعظمة وبكل صنوفه وأنواعه موجود في كل المجتمعات إلاّ أن هذه الحالة تستشري وتزداد في المجتمعات الفقيرة وتلك التي تتعرض الى ظروف خاصة وقاهرة ولفترات طويلة كالمجاعات والحروب والإضطهاد السياسي والنفسي والإجتماعي. المصابون بهذا الداء يشكلون خطورة على مجتمعاتهم وكلّ حسب موقعه وأهميته بالمجتمع، إذ أن مآسي كثيرة في العالم حصلت جراء قيادات مصابة بداء جنون العظمة أودت الى صنع الكوارث والحروب في تأريخ البشرية. وأخيرا فما لي إلاّ أن أنصح القرّاء بأن يكونوا حذرين عند إظهار حقيقة الوهم الذي يدعي به مجنون العظمة وكشف ذلك أمامه، إذ أن ردود الفعل قد تكون قاسية وعنيفة قد تصل الى حد الجريمة

همسه

وقانا الله واياكم شر هذه الامراض
أبو أحمد
أبو أحمد
------------------
------------------

برج الحوت عدد المساهمات : 1054
نقاط : 3083
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
الموقع : العراق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جنون العظمة وحب الأنا والنرجسية Empty رد: جنون العظمة وحب الأنا والنرجسية

مُساهمة من طرف هديل الحياة 04/03/11, 05:42 pm

جنون العظمة وحب الأنا والنرجسية 081215075301IQix
هديل الحياة
هديل الحياة
المشرفة العامة
المشرفة العامة

عدد المساهمات : 348
نقاط : 879
تاريخ التسجيل : 17/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى