لا تقرأ هذا الموضوع ( أرقام الرعب )
صفحة 1 من اصل 1
لا تقرأ هذا الموضوع ( أرقام الرعب )
معدل الوقت الذي يقضيه المواطن العربيّ في القراءة، أية قراءة بما فيها قراءة الصحف، هو 6 دقائق سنوياً فقط.
مرعب هذا الرقم الذي أوردته مؤسسة ثقافية عربية محترمة هي مؤسسة "الفكر العربيّ" في تقرير لها هذا الأسبوع، مؤلم ويكشف أي مستقبل ينتظرنا في هذه الألفية التي دخلتْها شعوبنا بفائض من شعارات عقائدية ملحمية وأميّة عميمة تجعل منا أمة عمياء صماء لا تفقه شيئاً مما يدور حولها.
ونكاية بنا يعقد التقريرُ مقارنة بين الوقت الذي يقضيه العربيّ في القراءة ومثيله الذي يقضيه الأوروبيّ، فهناك في البلدان التي تخففتْ من هيمنة سلطان الجهل والتجهيل يصرف الفرد العاديّ ما معدله مائتي ساعة سنوياً في القراءة.
مائتا ساعة تساوي 12000 دقيقة أي ما يعادل ألفي ضعف ما يجود به العربيّ على عقله من وقت، لا وقت لقراءة العربيّ فهو منشغل بأمور أكثر أهمية، منشغل بهوامات عقائد تعمي وتصمّ، بالمجد الذي يمكن تحصيله من خلال التبعية، تبعيته لقوى حزبية وعقائدية تفكر بالنيابة عنه وتقرأ بالنيابة عنه وتقرر بدلاً منه وتقوده إلى خير الدنيا والآخرة.
كلما ركس الفرد في الأمية صار أسلس قياداً وكلما تشبعتْ روحه بالجهل أضحى أنفع لدهاقنة السياسة والمال والعسكر والعقيدة، هؤلاء يحتاجون أصابع تضغط على الزناد، وكلما خفّ محتوى رؤوس الناس ثقلت الحسابات المصرفية لهؤلاء الأباطرة.
ماذا يرتجى من إنسان يصرف نصف دقيقة شهرياً على القراءة، سبع ثوانٍ ونصف الثانية أسبوعياً، ثانية واحدة يومياً؟ لا أمل يرتجى منه لفهم نفسه والعالم، أو لتحسين وضعه هو شخصياً.
أرقام مفزعة مثلها مثل الأرقام التي تقول أن إسرائيل "هذه الدولة الصغيرة مساحة وعدد سكان" تستهلك من ورق الطباعة شهرياً أكثر مما تستهلك الدول العربية مجتمعة سنوياً، مثل الأرقام التي تبين ان إسبانيا لوحدها تترجم سنوياً أكثر مما ترجم ويترجم العربُ منذ زمن المأمون العباسيّ وإلى اليوم.
لم يعد سؤال "إلى أين نحن سائرون؟" ملائماً لوصف حالتنا، الأصحّ أن نسأل: "من نحن؟"، قيل يوماً ان العرب ظاهرة صوتية، تجاوزنا هذه المرحلة، ارتكسنا أكثر في الهاوية ولم يعد لنا اسم يدلّ علينا، نحن الآن في طريقنا إلى الصفر المطلق، منذ ألف سنة لم نسهم مع البشر في شيء ذي قيمة، خارج التأريخ وخارج توقعات العالم نحن، أمة أميين منتشين بأميتهم التي ألجأتهم إلى أن يكونوا كائنات أخروية ـ ليس بالمعني الدينيّ فقط ـ بل بمعنى أننا خسرنا فرصة أن نتصالح مع الحياة الدنيا التي لا تعترف إلا بالمعرفة، بلغنا اليأس من قدرتنا على الحياة فاضطررنا اضطراراً إلى تلفيق آخرةٍ لنا وتقمص دور الكائن العقائديّ المنشغل بآخرته وتلمّس طريقٍ دينيّ لحياته.
الجهل يلفق لنا حياة نفاقٍ، بدل الحياة الحقة التي خسرناها لأننا خسرنا المعرفة، ومن يخسر المعرفة يخسر دنياه وآخرته.
المصدر :صحيفة الصباح
أبو أحمد- ------------------
- عدد المساهمات : 1054
نقاط : 3083
تاريخ التسجيل : 26/12/2010
الموقع : العراق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 01:50 am من طرف مليحة العتيبي
» أفضل 10 عطور رجالي فاخرة تناسب فصل الصيف
اليوم في 12:24 am من طرف مليحة العتيبي
» مكافحة حشرات العين
أمس في 10:46 pm من طرف rwnaa1
» واجهات جي ار سي 2024
أمس في 09:46 pm من طرف مسوق اونلاين
» شركة تنظيف دبي
أمس في 09:26 pm من طرف rwnaa1
» دكتور عظام تخصص ركبة
أمس في 12:57 am من طرف سليمة معلم اغا
» جي ار سي للواجهات
18/05/24, 09:49 pm من طرف مسوق اونلاين
» مدونة هدفها الإرتقاء بالعقل و الروح و النفس
18/05/24, 06:47 pm من طرف مسوق اونلاين
» موقع مظلات وسواتر في الرياض
18/05/24, 02:28 pm من طرف سليمة معلم اغا
» افضل شركة تنظيف بالطائف
18/05/24, 12:27 pm من طرف ألضياء
» تشليح سيارات المدينة المنورة
18/05/24, 12:15 pm من طرف سلمي امير
» شركة تركيب مصاعد بحفر الباطن
17/05/24, 10:11 pm من طرف hala shokry
» رواية باب جى
17/05/24, 09:21 pm من طرف هيام
» مكافحة حشرات ام القيوين
16/05/24, 10:15 pm من طرف شيماء أسامة 272
» ليزر ازرق حارق
16/05/24, 10:00 pm من طرف bigogi